أخبار الرئيس

خلال مشاركته في افتتاحية الملتقى الثاني للرسول الأكرم
رئيس الأوقاف الجعفرية: المنظومة الاخلاقية النبوية صمام عصمة الأمة من الاحتراب والافتراق
04 فبراير 2018 4405

المنامة - الأوقاف الجعفرية

قال رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن بن الشيخ عبدالحسين آل عصفور أن المسلمين يجمعون على أن رسول الله (ص) هو القدوة والأسوة الأولى لجميع المسلمين قدوة في العلم والعمل في الفكر والثقافة في الأخلاق والسلوك وأن عليهم أن  يحذوا حذوه في ظاهرهم وباطنهم، وعلينا أن نعلم أن هذه القدوة ليست اختيارية بل واجبة كما قال جل شأنه في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).

وأضاف "إذا كان نبي الإسلام معصوماً بحسب اعتقاد جميع المسلمين وأنه يجب على كل مسلم متابعته في هديه وسلوكه وأخلاقه  فإن عصمة القائد ووجوب الانقياد لأوامره ونواهيه واتباع سيرته وسلوكه المستقيم تقتضي عصمة المقاد وهي أمة الإسلام إذا سارت على هديه وآمنت بما جاء به من الوحي والتنزيل، وهنا يكمن السر في أهمية الأخلاق ودورها في عصمة الأمة وانقاذها عن التشتت والافتراق والانقسام والاختلاف فمهما حدث اختلاف في تفسير بعض أصول العقائد وبعض مسائل فقه الأحكام إلا أن مثل هذا الاختلاف لا يتصور في منظومة مبادئ الأخلاق الحميدة والقيم والمثل السامية التي جاء بها رسول الإسلام (ص) فإنها ترتقي بالفرد المسلم وتصون كرامته وتؤسس له قواعد ومباني وأصول مجتمع المدنية الفاضلة الراقية مجتمع التسامح والتآخي والمحبة والتعايش السلمي المترابط المتماسك"، مؤكدًا أن عصمة الرسول هي عصمة للأمة عن الاختلاف والافتراق.

جاء ذلك في كلمة لسماحته خلال افتتاحية ملتقى الرسول الأكرم (2) والذي نظمته حسينية الحاج عباس العرادي بمنطقة عراد خلال الفترة من 2 إلى 5 ديسمبر 2017 الموافق 13 إلى 16 ربيع الأول 1439هـ بالتزامن مع الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف.

ولفت رئيس الأوقاف الجعفرية إلى أن النداء الأبرز الذي أكد وحث عليه الإسلام في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة  ويجدر بنا أن نطلقه مع كل احتفال لمولده الشريف ونردده مدوياً ليطرق الأسماع في الآفاق هو نداء وحدة الصف ووحدة الكلمة بين جميع المسلمين في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء.

وقال رئيس الأوقاف الجعفرية "لقد حذر وأنذر جل شأنه من الانقلاب عن الإسلام من بعد رحيله (ص) الى الرفيق الأعلى بقوله : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)".

وروي عَنْه (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ) أنه قال خَطَبَة له في حجة الوداع : لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ .

وأكد رئيس الأوقاف الجعفرية أنه من الخطأ محورة محاربة الإرهاب في مطاردة من يمارس الإرهاب والقتل فعلاً من التنظيمات الإرهابية الخارجة عن القانون والمنفلتة ونتناسى الأدوات التي ترسخ هذا النهج وتؤصله وتفرخ خلاياه في مجتمعاتنا وفي بيوتنا حيث لم يعد بيت من البيوت إلا ويحتوي على الألعاب الالكترونية التي تجلب عادة للتسلية دون الالتفات إلى محتواها وما تتضمنه من ترسيخ وتوجيه لعقائد تافهة ومنحرفة وتشجيع على ممارسات منحرفة وأخلاق منفلتة واسترخاص للحرمات والتشجيع على سفك الدماء وتدمير كل صور الحياة في صورة ألعاب والتدريب على استخدام البنادق والرشاشات والمدافع والسيوف في برمجيات العالم الافتراضي أو مسرح وميدان حرب وقتال تعرض على شاشات التلفزيون والملاحظ أن المشهد الغالب فيها هو البطش والقتل والدمار وتنشئة أطفالنا منذ نعومة اظافرهم على الإرهاب بواسطة ممارسة أعمال القتل والسطو المسلح تحت مسمى ألعاب التسلية الالكترونية هذه الألعاب التي تصنعها كبريات شركات الألعاب الالكترونية في العالم.

وذكر الشيخ آل عصفور أن استشراء داء نظام العولمة بكل ما فيه من مساوئ وحاكميته على كل مفاصل عالمنا المعاصر حتى أضحى العالم على اتساعه بقاراته وفق نظامه الجديد  قرية صغيرة بلا حدود ولا سدود ولا قيود وانتشار شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي المجانية في ظاهرها والتي استغلتها الدوائر الاستعمارية والمنظمات الصهيونية العالمية لضرب المسلمين في عقر دارهم وبأقل التكاليف وأرخص الأثمان ووظفتها توظيفاً سيئاً لنشر الفساد وبث الفرقة والفتنة وارتكاب كافة  الكبائر المحرمة، مؤكدً أنه لم يمر على تاريخ الأمة العربية والإسلامية ما تمر به اليوم من الاستهداف والانقسام وضحايا القتل والتشريد بأيدي المسلمين وبقصف التحالفات الدولية التي استباحت الدماء والأرواح والأخضر واليابس والأبرياء العزل، وأن وما يسمى بثورات الربيع العربي وما أعقبها من حروب اجتاحت مساحات شاسعة من عالمنا الإسلامي والعربي في العقدين الأخيرين والتي كانت ولا زالت تتم بتدبير مباشر من منظمات الصهيونية العالمية والامبريالية الأمريكية باعتراف رسمي من قيادات سياسية في امريكا وعلى رأسهم هيلاري كلنتون في مذكراتها المطبوعة وتصريح قادة الكيان الصهيوني مراراً وتكراراً وعلانية بلا حياء أو خجل وما نجم عنها من تشريد ملايين من أبناء الدول العربية والاسلامية يتطلب منا اليوم ونحن نشهد انحسار هذه الحرب الضروس التي راح ضحيتها مئات الآلاف من أبناء الأمة العربية والاسلامية وخلفت دماراً هائلا في البنية التحتية ومرافق الحياة  وفي ظل صحوة الحكومات والشعوب الواعدة التي تبشر بانبلاج فجر جديد على العالم العربي والاسلامي، وعلينا أن نعيد كافة حساباتنا ونتكاتف للقضاء على جميع اسباب ما حل بشعوبنا العربية وعوامل تأزيمها ومنابع طول أمدها بالكامل وإعادة ترتيب البيت الداخلي لأمتنا الإسلامية والعربية وتقوية الجبهة الداخلية واغلاق جميع قنوات الفتنة والاحتراب الطائفي و وفضائيات زنادقة الاعلام الحزبي التي تدارمن قبل عملاء استخبارات الدوائر الاستعمارية.

Top