آخر الأخبار

خلال مشاركته في ندوة "بيت التجار" الإدارة غير الرشيدة للوقف يفسر الاضطراب في حجم الدخل والعوائد في المؤسسات الوقفية حجم الأوقاف في البحرين مؤهل لتعزيز مساهمتها في بناء اقتصاد قوي وتحقيق تنمية مستدامة
رئيس الأوقاف الجعفرية: أبوابنا مفتوحة لجميع المستثمرين لإطلاق مشاريع تساهم في تنمية الوقف والمجتمع
22 فبراير 2018 4424

المنامة – الأوقاف الجعفرية
أكد رئيس الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن آل عصفور أنّ إدارة الأوقاف الجعفرية أبوابها مفتوحة للمستثمرين لإطلاق مشاريع تساهم في تنمية الوقف.
وأكد آل عصفور خلال  مشاركته في الندوة التي أقامتها غرفة تجارة وصناعة البحرين (بيت التجار) صباح اليوم (الخميس) بمشاركة إدارتي الأوقاف السنية والجعفرية ولجنة الأوقاف في غرفة المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية " إننا نتطلع للإسهام بقوة وفاعلية في تحقيق الرؤية الاقتصادية والاجتماعية لمملكة البحرين القائمة على العدالة والاستدامة، في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء".
وتطرق آل عصفور في كلمته إلى مشكلة ومعضلة أحكمت جذورها خلال الحقبة الفائتة في إدارة الجانب الاستثماري في العقارات الوقفية ، وهي أن العقارات الوقفية كانت تدار بطرق غير مهنية وكان يتولى عليها في الأغلب الأعم من بلدان العالم الإسلامي أناس لا خبرة لهم بطرق الاستثمار المثلى ولهذا كان حجم الريع وحجم الدخل الاستثماري شحيحاً ومقفراً ومجحفاً وهذا ما يفسر الاضطراب في حجم الدخل والعوائد في الاستثمارات الوقفية بين جزر  ومد فعلي سبيل المثال نجد أن إدارة الأوقاف الجعفرية تملك أصولاً عقارية كبيرة بينما دخلها السنوي على امتداد عقود ظل يتراوح ويترنح بين خمسة إلى ستة ملايين دينار فقط".
ونوه آل عصفور بأهمية الأوقاف في المجتمع البحريني قائلاً:" إنه على الرغم من صغر المساحة الجغرافية إلا أن حجم العقارات الوقفية الاستثمارية بالقياس الى حجم مساحتها يشكل نسبة ظاهرة وواضحة ويمكن البناء عليها ضمن تطلعات الدولة وخططها لبناء اقتصاد قوي وتنمية مستدامة، تحتل الأوقاف مواقع مهمة في حياة المسلمين في هذه المملكة شأنهم شأن جميع المسلمين في العالم الإسلامي وتشكل الأوقاف الدينية عصب حياة المسلم في حياته اليومية فتجده يفد ويتردد على ما يقرب من الألف مسجد وجامع للطائفتين الكريمتين، وما يقرب من نفس العدد من المآتم والصالات التي هي بمثابة جمعيات دينية واجتماعية وثقافية لإحياء المناسبات الدينية والمناسبات الاجتماعية في الأفراح والأتراح وما يزيد على المائة مقبرة لدفن الموتى فيها . أما عن العقارات الاستثمارية فمن الطبيعي أن تحتل أهمية كبرى في حركة الاستثمار وتنشيط الاقتصاد الوطني لو تم ادارتها بشكل صحيح ومعايير مهنية حرفية حقيقية".
واستعرض آل عصفور دراسات متعددة أجرتها إرنست ويونغ مؤخراً على قطاع الوقف الإسلامي، أن قيمة هذا القطاع توفر قوة دافعة فريدة لنمو التمويل الإسلامي، مقدرة حجمه على مستوى العالم بنحو 105 مليارات دولار  إلا أنّ حجم وقيمة العقارات الوقفية في العالم الاسلامي يزيد على ذلك بكثير قد تتجاوز الستة تريليونات دولار كما جاءت في بعض التقديرات لجهات متخصصة أخرى.
وأضاف:" على الرغم من مكابدتنا للتركة الثقيلة التي ورثناها من العهود السابقة لمجالس الأوقاف المتعاقبة حيث اتسمت باستغلال بشع وعقود مجحفة  لبعض المتنفدين من التجار مكنتهم من استغلال العقارات الوقفية بشكل مخزي ومزري طيلة عقود من الزمن وابرام عقود تأجير شابها الكثير من الاخلال بأبسط الضمانات لرعاية حق الوقف وتبعات قانون ايجارات قديم، وقصر استثمار الكم الهائل من العقارات الوقفية كحظائر للخيول والمواشي ومخازن ومستودعات واستراحات بمبالغ رمزية وبغبن فاحش بل مجانية بسبب تخلف الكثير منهم عن سداد مبالغ الإيجارات المستحقة لسنوات".
وقال :" لقد قمنا في دورة المجلس الحالي وبتظافر جهود الأعضاء والمخلصين من الموظفين ببذل أقصى ما نستطيع بالتخطيط لأكثر من مائتي مشروع وانشاء لجان مشتركة مع وزارتي البلديات والعمل للتنسيق في العديد من المشاريع والمبادرات،  إلا أن التحديات المتعلقة بالتراخيص افقدتها القدرة على تنفيد الكثير منها، وشكلت عائقاً لتنفيذ مبادرات دعم الاقتصاد الوطني والإسهام في نهضة اقتصادية واعدة على جميع المستويات تتناسب ومتطلبات المرحلة التي تمر بها المنطقة والعالم، ونتطلع لتذليل كافة التحديات بهذا الشأن".
وبشأن الحديث عن الدور المرتقب لأصحاب الأعمال البحرينيين والمقيمين قال إنّ مجلس الأوقاف الجعفرية قطع شوطاً كبيراً في تنظيم عملية التأجير والاستثمار، وفي هذا الإطار واتساقًا مع توجيهات القيادة الرشيدة بأهمية تطوير خدمات المؤسسات الحكومية وتعزيز التواصل المباشر مع الجمهور والمستثمرين وأصحاب الأعمال قمنا بتأسيس مركز خدمات المستثمرين في مبنى الإدارة الكائن بالمنامة، كما أعلنا عن تدشين نظام "بوابة العقارات الوقفية الاستثمارية" - الواجهة الإلكترونية الجديدة لتقديم طلبات الاستثمار والاستئجار - وعرض جميع العقارات الوقفية للمجتمع لأول مرة في تاريخ الإدارة بما يعزز من الشفافية والتنافسية في تنمية الإيرادات الوقفية.

وأكد أّن مشروع مركز خدمات المستثمرين وموقع بوابة العقارات يقدمان خدمات متكاملة لجميع المستثمرين و المستأجرين في إدارة الأوقاف الجعفرية والذين يتجاوز عددهم الإجمالي 3000 مستأجر، حيث بإمكان المستثمرين التعرف على كافة الفرص الاستثمارية المتاحة، كما أنه بمقدور المستأجرين التعرف على كشف مدفوعاتهم وفواتيرهم ودفعها وتقديم طلبات الصيانة والتبليغ عن طريق البوابة الالكترونية، الامر الذي سيحقق طفرة تاريخية في عمل الإدارة.

إلى ذلك أفصح رئيس الأوقاف الجعفرية إلى أنّ الإجراءات متواصلة لإنشاء مشروع مجمع مركزي لورش صناعة الذهب واللؤلؤ بالتنسيق مع لجنة اللؤلؤ والذهب والمجوهرات في غرفة تجارة وصناعة البحرين، ضمن الرؤى والمشاريع الخاصة بتطوير قطاع اللؤلؤ والذهب والمجوهرات في مملكة البحرين، وذلك لتطوير هذه الصناعة المهمة التي اشتهرت بها البحرين منذ القدم حتى الوقت الحاضر وتميزت بريادتها وعراقتها فيها على مستوى العالم.

Top